بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد
لوليه والشكر على افضاله والصلوة على نبيه وعلى آله وبعد فيقول الفقير لرحمة مولاه
اللايذبه فى سره ونجواه العبد المذنب الراجى عفى الله الملقب من جانب شيخه ومربيه بهدية الله غفر
الله له ذنوبه وستر عيوبه لماّ كنّا بتقدير الله المحكم وقضائه المبرم بارض سيلان
وهي جزيرة سرنديب مرمى العاص ومادى الغريب اجتمعنا بالشيخ الصالح والعارف الناصح
خاصة الاخوان وخلاصة الخلان سيدى الى المعانى ابراهيم بن ميخان رزقه الله تعالى فى
كمال التوفيق وجعله فى اهل التحقيق ثم وقف
على بعض رسائل شيخناواستاذنا المؤلفة بللسانى الجاوى الترجمة بالكلام الملايو فى
بعض علوم الحقائق وتعارف الدقائق على طريق السؤال والجواب لعون الله الملك الوهاب
واعنى بذلك مولانا وسيدنا الشيخ ابا السعادة نورالدين الولي العارف بالله تعالى من
الكمل العارفين محمد جيلانى بن على بن حسنجى محمد حميد تغمد الله برضى انه العظيم
المجيد ثم التمر من العبد الفقير المعرف بالجهل والتقصير الاخ الصادق المذكور
والعالم الحاذق المذبور بان أعرب ماتعجم من تلك الرسالة عسى ان ينتفع بها
السالك الطالب والمريد الراغب بعون الله وتوفيقه وببركة مشاخينا من اهل طريقه, ثم
استخرت الله تعالى على تيسير ذلك وهو ولى التوفيق والاعتصام ولكن ربما انى مزدت
فيها بشئ يسير يكون تتميما للكلام وتحقيقا للمقام وسميت هذا التعريف تحفة سرنديب
تذكرة للمحب\ الحبيب وهى هذه
قال شيخنا المؤلف قدس الله تعالى روحه
ونور ضريحه
مسئلة- اذا قال
القائل اين العالم وهو كل ماسوى الله تعالى من قبل ان يخلقه الله تعالى لوجده - فالجواب-
ان العالم قبل خلقه وايجادة ماكان له اين لانه معدوم والمعدوم لايقال فى حقه اين
هو – مسئلة – وان قال القائل ماوجود العالم من قبل ان يخلقه الله تعالى
ولوجده – فالجواب- ان العالم قبل خلقه وايجاده ليس له وجود حتى يقال فى حقه
ما وجوده ولوكان موجودا للزم الوجود ان وذلك محال لان الله تعالى واحد فى ذاته
وواحد فى صفاته وواحد فى افعاله لاشريك له فى كل ذالك – مسئلة- واذ قال القائل ما تعين
العالم من قبل ان يخلقه الله تعالى وبوجده,- فالجواب – ان تعيين العالم قبل خلقه
وايجاده كان هو متعينا فى علم الله تعالى وثابتا فيه لتعين العلم ان لادابدا – مسئلة
- واذا قال القائل مااسم العالم من قبل ان يخلقه الله ولوجده – فالجواب –
ان اسم العالم قبل خلقه وايجاده يقال له المعلوم الاهى ومعلوم العلم الالهى – مسئلة
- واذ قال القائل وما حكم العالم وما نسبته قبل ان يخلقه الله تعالى لوجده – فالجواب
– ان حكم العالم و نسبته قبل ان يخلقه وايجاده كان حكمه حكم تعين الذات فى الذات
ونسبته له كان كالنسبة بين العلوم وبين العالم فاعلم ذالك ثم قال شيخنا المؤلف
ايضا رضي الله تعالى عنه - مسئلة - واذا قال القائل اين العالم بعد ماخلقه
الله تعالى واجده – فالجواب – ان العالم بعد خلقه وايجاده ايضا ماله اين لانه
معدوم قبل الخلق والايجاد انما هو محل
التعين الاهى لما هو قبل الخلق والايجاد فى علم الله تعالى - مسئلة- واذا قال القائل بل ماوجود
العالم بعد خلقه واوجده - فالجواب
- ان العالم بعد خلقه وايجاده الضالين له وجود حتى يقال ما وجوده كما كان من قبل
ان يخلقه الله تعالى ولوجده فذالك قالوا رضى الله عنهم ان الاعيان الثابتة ماشئت
الرابحة الوجود فكيف يقال باعضا موجودة وهى ماشمت رابحته الوجود فضلا ان تكون
موجودة - مسئلة- واذا قال القائل مااسم
العالم بعد ماخلقه الله تعالى واوجده – فالجواب – ان اسم العالم بعد الخلق
والايجاد كان يقال بالخلق والاعيان الخارجية ان الاعيان الثابتة وظلها والمك والغير وغير ذالك من
اسمائه - مسئلة- واذا قال القائل ما حكم
العالم ونسبته له تعالى بعد ماخلقه تعالى واوجده – فالجواب – ان حكم العالم
ونسبته له تعالى بعد خلقه وايجاده كان حكمه كالحكم بين المخلوق والخالق ونسبته كان
كالنسبة بين الظل وصاحبه - مسئلة- واذا قال القائل ما السبب فى
تسمية العالم بعالم - فالجواب – ان
العالم فى اللغة هوالعلامة والعلامة دالة
على من جعله علامة كما اذا رأينا مثلا اثر قدم لأحد شيئ ما فنستدل بذالك على ان أحدا
قد تعدى من هذا المكان وفى اصطلاح العلماء
رحمهم الله تعالى أن العالم وهو كل سوى
الله تعالى فإنه يدل على من خلقه وأوجده فى الخارج وهو الله تعالى. ثم العالم
والحق تعالى إنهما لايتحدان ولا يتميزان, فإن الاتحاد وهو جعل الوجودين وجودا وحدا
كما أن التميز هو جعل الوجود الواحد وجودين وكلا الوجهين من المجالات ولا يصح ذالك
فأفهم وتأمل فالحاصل أن وجود الله تعالى هو الوجود الحقيقى القائم بنفسه والمقيم لغيره وأن وجود ماسواه هو الوجود
المجازى القائم بغيره وهو الله تعالى فلما كان وجود بغيره لابنفسه فوجوده لغير لا
لنفسه فإذا كان كذالك فتحقق أن الوجود واحد وهو وجود الله تعالى ووجود ماسوى الله
تعالى لخفافية طرفى العدم ثم قال ايضا شيخنا المؤلف رحم الله تعالى. - مسئلة- واذا قال القائل فما معنى
الظل - فالجواب – ان معنى الظل فى اللغة هو المتعين بعد الخفاء ويقال ايضا...
هو المثر الذى اشرقت عليه الشمس فينعكس بضرب من مقابلته فعكسه هو ظله واما معنى
الظل عند السيادة الصوفية قدس الله أسرارهم هو كل ماسوى الله تعالى - مسئلة- واذا قال القائل فيما
السبب فى تسمية لهذا العالم بظل الله تعالى
والحال أن الظل كان صورة كصورة
صاحبه فإذا كان كذالك فالمتبادر فى العقل أن الله تعالى كان له صورة كصورة
العالم لأن العالم ظله. - فالجواب – نعم, أن العالم هو ظل الله تعالى كان
له صورة بنص الأية القرآنية فى قوله تعالى ألم تر إلي ربك كيف مد الظل (الآية) لا كالمتبادر
فى العقل كما قيل لأن ذالك يكون من قياس فاسد تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا وإنما
مثل بظلية العالم له تعالى بقطع النظر عن قول الآية المذكورة كان من وجود الواحد
فيما أن الظل لايقوم بنفسه بل يقوم بصاحبه كما أن العالم لايقوم بنفسه بل يقوم
يامر الله تعالى ومنها انه لايتحرد الظل الا بحركة صاحبه وارادته كما ان العالم
لايريد ولايقدر الابارادة الله تعالى وقدرته بموحب قوله تعالى وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ بموجب لاحول
ولاقوة إلا بالله ومنها أن الظل قد يتعدر و نياله وما صاحبه/لايتعدر ولايتكثر ولذالك
العالم أنه بتعدر ويتكثر و الحق تعالى لايتعدر ولايتكثر فى حد ذاته, ومنهما أن
الظل يزيد وينقص ويتغير بحال والحق تعالى
لايزيد ولا ينقص و يتغير بحال والحق تعالى لايزيد ولا ينقص ولا يتغير وما اثبه ذالك وقال كاتب الأحرف عفى الله عنه ومثلو أيضا
أى أهل الله العارفون به
وله
المثل الاعلى بأن الله تعالى كالبحر والامراج كعل ما سوى الله أحد ووجه التشبيه فى
ذالك أن البحر قائم بنفسه ولا حد له ولايعرف كنفسه وأنه واحد فى حد ذاته ولايتغير
حد ذاته فكذالك الحق سبحانه وتعالى قائم
بنفسه وأنه واحد ولايتغير وحدانية, ثم أن الأمراج فإنها تقوم بالبحر لابنفسها
وكانت محدودة مشكلة ومتصورة وتتغير وتتكثر وتتكبر وتتصغر ويعرف كنها وكذالك كل ما
سوى الله تعالى وهو العالم أنه كان قائما بالله تعالى لا بنفسه وكان متعددا
ومحدودا وله شكل وصورة ويتكثر ويتكبر
ويتصغر ويتغير وبعرف كنفسه فهكذا كان وجه التشبيه فى ذالك لا كما يعرف
الزنادقية والملاحدة فى قولهم أن العالم والحق واحد كما أن البحر والموج واحد
لاغيره, فأفهم ذالك ولايفهموا قول أهل الحق فى هذا المقام فلهذا قالوا البحر بحر
على ماكان قدم وان الحرادت امواج واغمار
والسادة الاملياء من العارفين بالله تعالى لايتكلمون بكلام ولايخاطبون به الامن
كان منهم وكلامهم فيه قواعد واصطلاحات فلهذا
قال الشيخ تاج الدين السبكى رضي
الله عنه صاروا كريم عباراتهم تحت حجب
الاستار ليعرف من هوالا هل والاغيار فاعلم ذالك. مسئلة- كم محل تعين العالم
- فالجواب – ان تعين العالم كان فى ثلاث محلات: الأول فى مرتبة الوحدة وهي
مرتبة الصفات ويقال فيها شيون الذات. الثانى فى مرتبة الواحدية وهي مرتبة الأسماء
ويقال فيها الأعيان الثابتة. الثالث فى مرتبة الأرواح ويقال فيها الأعيان الخارجة.
مسئلة- واذا قال قائل الأعيان الخارجية ما هي. - فالجواب – ان
الأعيان الخارجية هي ظلالات الأعيان الثابتة وأثارها - مسئلة- واذا قال قائل ان الأعيان
الثابتة ظلالات ماهي. - فالجواب – ان الأعيان الثابتة هي ظلالات الأسماء
والصفات كما أن الأسماء والصفات ظلالات الذات وتعينا ته. - مسئلة- واذا قال قائل ما معنى
الأعيان الثابتة. - فالجواب – ان
معنى الأعيان الثابتة هي معلومة الله تعالى الثابتة فى علمه تعالى مسئلة- واذا قال قائل الأعيان
الثابتة ماهى عند الله تعالى. - فالجواب – ان الأعيان عند الله تعالى يقال
لها شيون الذات . - مسئلة- هل الأعيان الثابتة كانت موجودة -- فالجواب –
ان الأعيان الثابتة ليس لها وجودا بدا فكيف يقال فى حقها موجودة وهى ما شمت رائحة
الوجود فضلا عن ان تكون موجودة كما قالوا أن الأعيان الثابتة ما شمت رائحة الوجود
فإنما هى معلومة ثابتة فى علم الله تعالى فلو قيل بأنها موجودة لتضمنت الوجودات فى
وجود الله تعالى مالا تحملى وذالك محال. - مسئلة- واذا قال قائل صورة معلومات الله تعالى ماهى. - فالجواب
– ان صورة معلومات الله تعالى هى صورة الأسماء والصفات - مسئلة- واذا قال قائل أن الأسماء والصفات كلها عين الذات
وفى هذه المرتبة يقال أن الإسم والمسمى واحد والصفة الموصوف واحد - مسئلة- واذا قال قائل كيف صورة معرفتنا
وكيفيتها بالأعيان الخارجية بأنها تعينات الأسماء والصفات - فالجواب – ان
المراد بالأعيان الخارجية هى كل ما سوى الله تعالى وهذا هوالعالم. العالم
هوالعلامة كما تقدم ذالك والعلامة تدل على من جعله علامة وهى تدل على الأعيان
الثابتة. والأعيان الثابتة تدل على الأسماء والصفات. والأسماء والصفات تدل على
الذات لأنها تعينات الذات كما قال الجيلى صاحب الإنسان الكامل قدس سره أن الله
تعالى نصب الأسماء ادلة على صفاته وجعل الصفات دليلا على ذاته فهى مظهره على خلقه
بواسطة الأسماء والصفات ولا سبيل إلى غير ذالك. قال شيخنا المولف رحمه الله تعالى
لأن كل وجه من وجوه العالم يدل على الصفات كلها فالعالم من جهة وجوده كان من اتر
اسم الله الموجد ومن حيث أنه هيئة مخصوصة هواثر اسم الله المريد ومن حيث أنه موجود
ظاهر مسمى بالأعيان الخارجية يقال لها هو اثر إسم الله تعالى الخالق ومن حيث أنه
مرزوق لقال له اثر اسم الله الرازق ومن حيث انه بصير يقال له اثر اسم الله البصير
من حيث أنه سميع يقال له اثر اسم الله السميع من حيث أنه متكلم يقال له اثر اسم
الله المتكلم وعلى هذا القياس فى الكمل فيما يقال أن رجلا مثل عالما حكيما عارفا
بجميع الصناعات وشاطرا بالأمور كلها وله أوصافا من الكمالات لاتعد ولاتحصى مثل
الحيوة والعلم والسمع والبصر والكلام والقدرة والإرادة والشجاعة والقهر والسلطنة
والرحمة والغني والخالقية والرازقية وغير ذالك من الصفات الكمالية من الجلال
والجمال وعلى عدد الصفات المذكورة كان عدد
الأسماء. فإذا كانت له صفة الحيوة يقال له حي وإذا كانت له صفة العلم يقال له عالم,
وإذا كانت له صفة السمع يقال له السميع, وإذا كانت له صفة البصير يقال له البصير,
وإذا كانت له صفة الكلام يقال له متكلم وإذا كانت له صفة القدرة يقال له قادر,
وإذا كانت له صفة الإرادة يقال له مريد, وإذا كانت له صفة السخاوة يقال له سخي,
وإذا كانت له صفة الشجاعة يقال له شجاع, وإذا كانت له صفة الغنى يقال له غني, وإذا
كانت له صفة الحكمة يقال له حكيم, وإذا كانت له صفة الرحمة يقال له رحيم, وإذا
كانت له صفة الخالقية يقال له خالق, وإذا كانت له صفة الرازقية يقال له رازق, وإذا
كانت له صفة السلطنة يقال له سلطان, وعلى هذاالقياس فى أكمل من الصفات الباقية, ثم
أن الصفات والأسماء تطلب مظاهرها كالإسم القهار مثلا فإنه يطلب مقهور والإسم
الرحيم يطلب المرحوم والإسم الخالق يطلب المخلوق, والإسم الرزاق يطلب المرزوق,
والإسم الرب يطلب المربوب, والإسم الاله يطلب المالوه. وعلى هذا القياس فى البواقى
ثم اذا رانيا مثل ذالك الرجل المذكور المتصف بجميع الصفات المذكورة صنع شخصا على
صورة السان ثم احياه فتعين بأن الرجل الصانع المذكور, انه كانت له صفة الحيوة
الموثرة فى حيوة ذالك الإنسان المصنوع المذكور دالة على أن الصانع متصف بصفة
الحيوة ولا بد من ذالك ومع هذا فلا تظن بان صفة حيوة الصانع انقلبت الى المصنوع
ولو انتقلت صفة الصانع الى المصنوع لانتقل حيوته الى المصنوع, وقيل بأنه انتقل بعض
حيوته اليه لا كلها للزم منه ايضا أن حيوة الصانع ناقصة ونقصا منها منه موجب لضعفه
فإذا كان الصانع ضعيفا فإنه لايقدر أن يصنع شيئا على صورة إنسان وغيره ولا يقدر أن
يحيى مصنوعه وإذا رينا ايضا المصنوع متصفا بصفة العلم علمنا أن علم المصنوع كان من
أثرعلم الصانع له او على هذا القياس فى البواقى كلها فأفهم و تأمل ترشد انشاء الله
تعالى - مسئلة- واذا قال قائل كيف صورة معرفتنا بالمصنوع انه
قابل لأثر صفات الصانع - فالجواب – ان الصانع يمثل بالشمس وجميع صفاته تمثل
بنورها وتمثل الأرض بالمصنوع وجميع صفات المصنوع بأشراق نور الشمس عليها ونور
الشمس لايزال عندها ولا يزول عنها ولاتنقل ولاتنتقل ابدا ولو فرض بأن نور الشمس
زال عنها وتنتقل منها اليها لاظلمت هى اى الشمس وانما تقبل الأرض من أشراق نورها
لا النور بنفسه فأفهم وكذالك بمثل بأن جميع ما سوى الله تعالى كأنها مراءة مجلوة
واسعة مقابلة للصفات الإلهية كلها وأن المربى فى المرءة ظلالات الصفات ولاتظن بأن
المربى فيها فى نعس الصفات وانما المربي فيها ظلالاتها لاذكرت تمثيل آخر ولله مثل
الأعلى ان ذات واجب. الوجود سجاعة يمثل بالشمس ايضا وأن صفاتها كلها تمثل بأشراق
نورها وأسماءها تمثل بالسحاب المتلون بالواع الالوان من البيض والحمرة و الصفرة
والسواد والحضرة والزرقة والغيرة وتمثل ظلالات السحاب المتلون بالواع الألوان
المذكورة الضاربة على وجه الأرض بالأعيان الخارجية فأفهم تمثيل اخر أن الذات
المقدسة تمثل بالشمس ايضا وجميع الصفات تمثل بالزجاجة المقلونة المجلوة الصافية
النقية والأسماء كلها تمثل بالألوان الظاهرة فيها والأعيان الخارجية تمثل
بالظلالات المقلونة الضاربة على الأرض فيفهم من هذا الأمثلة كلها بأن وجود الحق
تعالى لايصير وجود ماسواه ولا وجود ما سواه يصير وجود الله تعالى ابدا عقلا وعرفا
وشرعا وحقيقة كما وقع فى ذالك اعتقاد بعض الزنادقة الملاحدة فى زماننا هذا حتى
قالوا بلسانهم كلو مشعكهن الله ايت وجود لكامى وان مريد كامن وان كامن نون وجوده
وان ويركن ن يعنى بالسان العربى أن الله وجودنا ونفسنا ونحن
وجود ونفسه انتهى. قال الإمام المحقق والعارف المدقق سيد الشيخ الجيلى صاحب كتاب
الإنسان الكامل قدس سره وان كنت هو فما انت انت بل هو هو وان كان هو انت فما هو هو
بل انت انت و الفاءه هو و انت انت فاشارنى قدس سره اعلم ان حقيقة الحق تعالى لايصلح عليها الا
نقلاب الى حقيقة الحلق ولا بالعكس وقال شيخنا المولف رحمه الله تعالى يا عجبا كيف يدخل فى العقل بان وجود الله تعالى
هو وجود العالم, ووجود العالم هو وجود الله تعالى كما قالت الزنادقة الملاحدة
المخذولة فإن وجود الله تعالى نور وهو قديم ووجود العالم ظلمة وهو حادث فلهذا قال
الشيخ بن عطاء الله قدس سره ياعجبا كيف
يظهر الوجود فى العدم ام كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم. قال شيخنا المولف
لأن النور القديم والظلمة والحادثة ضدان والضدان لايجتمعان فهذا هو العلم الحق الا الظلالة وفى الحديث اصدف كلمة
قالها العرب كلمة لبيد الا كل شيئ ما خلا الله باكل وقال ابن عطاء ايضا قدس سره
لولا طهوره فى الكنونا ماعليها وجود
الصار ولو ظهرت صفاته فيها لا ضمحلت فكنرناته قال شيخنا رضى الله عنه فطهور الحق
تعالى فيها هو الذى اظهر الخلائق كلها حتى يظهر بروية العين ولولا احتجب بتعيناته
لفن كل شيئ بجلالة وقهره وعظمته فلذالك قال صلى الله عليه وسلم كان حجابه النار, وفى رواية النور لوكشف عنها
لإحترقت سيحات وجهه كل شيئ ماأدركه بصره فاعلم ذالك فإنه هو العلم الصريح لما قيل من طلب البيان بعد العيان فهو فى
الخسران هذا والسلام, ثم قال الفقير عفى الله عنه إلى ذيلت فى آخر هذه الرسالة بشئ
يسير يكون ذالك تتميما للمقاصد والمرام وتحقيقا للمراد والمقام لعون الله الملك
الحكم العلام وبركة سيدنا محمد عليه الصلوة والسلام, أولا وبركة مشايخنا اهل الله
السادة الكرام, ثانيا انشاء الله تعالى ولما كان شيخنا المولف رحمه الله تعالى
باطلاق القول فى حق العالم بأنه ليس بموجود سواء كان من قبل ان يخلقه الله تعالى
اوبعده بدليل قولهم أن الأعيان الثابتة ما شمت رايخة الوجود قلنا وهو كذالك فى حد
ذاتها وربما نفوا وجوديتها قبل الإيحاد والخلق باعتبار انه ماكانت موجودة فى
الخارج كما قيل بعض محققين فى قول: من قال أن الأعيان الثابتة ماشمت رايحة الوجود,
نعم, اى الوجود الخارجى لا الوجود العلمى واما القول بانها موجودة باعبار الوجود
العلمى فهو لا بد من ذالك لموافقة حكمته تعالى. وأما القول بعدم وجوديتها وكان بعد
الخلق والايجاد فهذا القول يكون المسامحة ولعل مراء هذا القول يكون باعتبار أن
العالم كان وجوده كلا وجود عند من تحقق بوحدة الشهود فكان وجود العالم كسراب بقيعة
يحسبا الظمان مارائخ وذالك اقدم قيامه
بنفسه بل قيامه بغيره فإذا كان قيامه بغيره وجوده لغيره لااله فيصح ان يقال بذالك
انه ليس بموجود وان راى بروية العين كالظل مثلا فإنه ليس له وجود الحقيقية وان كان
مريا بروية العين ويدل على تحقيق ذالك كماعلمنا أن الظل الشجرة الكبيرة الظاهرة فى الماء
لايمنع صدر السفن الكبيرة فيه ولوكان ذالك الظل له حقيقة فى وجوده ليمنع السفن
بالمرور فيه ولو راى بروية العين لما قلنا سابقا فأفهم ذالك وتحقق فإنه تحقيق نفس لإعتبار
فيه عند من عرف الأمن بما هو عليه فإنه قال القائل فأي شيئ يخاطب فى قوله تعالى كن
قلنا ان يخاطب فى القول الإلهي بكن هو الأعيان الثابتة بمعنى الأشياء الثابتة فى
العلم الإلهى القديم الأزلى وهى غير مجعولة ولاتنفق عن العلم ولاتخرج ابدا ثم تقول أن الأعيان الثابتة
كان لها وجهان وجه اعتبار وجوديتها فى العلم الإلهى وثانيها وجه اعتبارعدميتها فى
الوجود الخارجى ليكون وجه وجوديتها المذكورة هو الشيئ المخاطب فى قوله اذا قال لشيئ كن فيكون ويكون وجه عدميتها هو المشار اليه فى
قوله تعالى هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ
شَيْئًا مَذْكُورًا ثم الحكمة فى ذالك أن
وجه وجودته الأعيان الثابتة الغير المجعولة فى وجوديتها هو القائل للخاطب الإلهى
المذكور وان وجه عدميتها الغير المجعولة فى عدميتها الظاهر القابل للايجاد والخلق
فكلا الوجهين فى حقها غير مجعولة الى وجه وجوجتها ووجه عدميتها سواء ليستا بمجعولة
فأفهم ذالك وتامل ثم اذا قيل بأن المخاطب
فى القول الالهى بكن هو العدم لزم يكون فى
ذالك خلاف الحكمة الإلهية والحق تعالى خالق فاعل بالحكمة والفاعل الخالق من غير
الحكمة فى حكم البعث فى فعله وخلقه فتعال الله تعالى عن يكون فعله وخلقه عبثا كما
قال سبحانه وتعالى أفحسبتم إنما قلقناكم عبثا الخ
وقال ايضا ماخلقنا هذا باطلا الخ. ثم تقول كما انه تعالى قادر هو حكيم ايضا
ولا شك بأن الله تعالى قادر على كل شيئ
فكن وحكيم فى فعله غير أن قدرة شرط
الإرادة والأرادة بشرط العلم المتلازم
بالحكمة الأزلية والله اعلم واحكم
واما قول الشيخ بتعديل عدم وجود العدم الممكن فى قبل ان يخلقه الله تعالى وبعد ان
يخلقه عزوجل وهو اسم من اسماء الأعيان الثابتة عند علماء الكلام فلانه قد اطلق
العارقون بالله تعالى بقولهم ان الأعيان
الثابتة ما شمت رايحة الوجود وتعلل بقوله ايضا ولوكان له وجود كما قال علماء
الظواهر للزم الوجود ان جصول الوجودين محال عبد العارف المحقق قلنا نعم وهو كذالك
ما اذا كان الوجودان ل واحد منها مستقل بنفسه وقائم بنفسه لابغيره واما اذا قلنا
ان الوجود وجودان الأول وجود قائم بنفسه مقوم بغيرهوهو وجود الله
تعالى والثانى وجود قائم بغيره لا بنفسه
وهو وجود العالم فذالك من الشهود ولا يضرنا ذالك بل ذالك الشهود هو من كمال مرتبة
الوهيته وربوبيته تعالى مع أنه غنى عما سواه تعالى فإن اسم الا له والرب وما
شاكلها زاتى له تعالى والا له يطلب الالوه والرب يطلب المربوب وهذاالقياس فى جميع
الاسماء المعلقة بما سوى الله تعالى كالخالق مثلا يطلب المخلوق القادر يطلب
المقدور والمريد يطلب المراد والقاهر بطلب المقهور والرحيم يطلب المرحوم وغير ذالك
من الأسماء على التقرير السابق بهذا التحقيق ولولا روية العالم ولو فى الجملة فكيف
يتصور فى الوجود عابدا ومعبود وعبد ورب
ومكلف (بفتح اللام) ومكلف (بكسراللام) فافهم ذالك والسلام وقال كاتب الاحرف عفى
الله عنه الى هذا اخرها تيسر كتابة هذا التذييل بتيسير الله تعالى وعونه.
تم
الكتاب وعم الثواب بعون الله الملك الوهاب وصلى الله على سيدنا محمد.
Manusia Terbaik Adalah Yang Bermanfaat terhadap Yang Lainnya
Tidak ada komentar:
Posting Komentar